عرف الأسبوع الفائت الممتد من يوم الإثنين 5 ديسمبر 2022 إلى يوم الأحد 11 ديسمبر 2022، اتفاقيات تاريخية، احتجاجات ليبرالية، ممارسات قمعية، ومحطات مونديالية، حيث أنَّ البداية من السودان، فقد وقّع الشق العسكري في مجلس السيادة الحاكم في السودان وقوى إعلان الحرية والتغيير- المجلس المركزي ومجموعات متحالفة معها؛ اتفاقًا إطاريًّا تمّت مراسيمه في القصر الجمهوري في الخرطوم بحضور إقليمي ودولي واسع، يمهد لنقل السلطة للمدنيين، وإنهاء الأزمة المستفحلة التي تعيشها البلاد منذ أكثر من عام. ويتضمن الاتفاق 27 بندًا أبرزها تسليم السلطة الانتقالية إلى سلطة مدنية كاملة تتكون من ثلاث مستويات دون مشاركة القوات النظامية التي منحت تمثيلًا في مجلس للأمن والدفاع يرأسه رئيس الوزراء المدني.
إيرانيًّا، قلّل محتجون إيرانيون من أهمية إلغاء شرطة الأخلاق، مشددين على أن أي تغيير لم يطرأ فعليًّا على القيود المشددة التي تفرضها إيران على النساء. وكانت أعلنت مجموعات مختلفة من العمال الإيرانيين عن انضمامهم للإضراب، بالتزامن مع بداية إضراب أصحاب المحلات التجارية في عدة مدن إيرانية، بما في ذلك العاصمة طهران. ووفق ما أعلنت السلطة القضائية يوم الثلاثاء، قضت السلطات الإيرانية بإعدام خمسة أشخاص بعدما اتهمتهم بالتورط في مقتل عنصر من الباسيج خلال الاحتجاجات التي تجتاح البلاد، حيث قال الناطق باسم السلطة القضائية مسعود ستايشي في مؤتمر صحافي إن أحكامًا بالسجن لفترات طويلة صدرت بحق أحد عشرَ شخصًا آخرين، بينهم ثلاثة أطفال، على خلفية مقتل روح الله عجميان، مضيفًا أن الأحكام قابلة للاستئناف.
وعلى هامش الإضرابات في البلاد، اعترف الرئيس الإيراني، إبراهيم رئيسي، بفاعلية الدعوات للإضرابات على مستوى البلاد في خطابه في جامعة طهران بمناسبة "يوم الطالب"، لكنه ادعى أن إغلاق المحلات التجارية يرجع إلى خوف التجار من رد فعل الجمهور. في الوقت التي أصدرت بدري حسيني خامنئي، شقيقة المرشد الإيراني علي خامنئي، بيانًا أعلنت فيه براءتها من شقيقها، وأنَّ مرشد إيران "ليست له آذان صاغية ويواصل طريق "روح الله" الخميني في قمع وقتل الأبرياء".
هذا وتصاعدت خلال الأسبوع حدّة ممارسات النظام الإيراني بحق المحتجين، حيث أعدمت يوم الجمعة، رجلاً شنقًا تمت إدانته بجرح عنصر من قوات الباسيج.
كما حذّرت منظمات حقوقية من أن العديد من الإيرانيين معرضون لخطر الإعدام الوشيك بسبب التظاهرات التي تهز نظام طهران بعد ردِ فعل دولي شديد على أول إعدام مرتبط بالحركة الاحتجاجية.
كذلك في الصومال، كانت الأوضاع الأمنية والسياسية ليست على ما يُرام، فقد أعلنت جماعة الشباب الإرهابية مسؤوليتها عن انفجار يوم الخميس الذي استهدف رئيس المخابرات الحكومية الصومالية لمنطقة "غيدو"، عبد الرحمن باكال كوك، حيث تشهد البلاد زيادة سريعة في عمليات القتل المستهدف والاغتيالات ذات الدوافع السياسية لكبار السياسيين وأفراد الأمن المنحدرين من نفس الدائرة الانتخابية.
على الصعيد الروسي – الأوكراني، استهدفت روسيا، أوكرانيا، الأربعاء بوابل من الصواريخ، ما أدى إلى انقطاع التيار الكهربائي والمياه مجدّدًا في البلد الذي يعاني أصلًا من أزمة طاقة، إذ جعلت موسكو البنية التحتية للطاقة هدفها الأوّل في خضمّ فصل الشتاء. فكانت مدينة أوديسا الساحلية بجنوب أوكرانيا الأكثر غرقًا بالظلام عقب قصف روسي استهدف بنيتها التحتية، حيث وصف الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي الوضع بأنه صعب للغاية، مشيرًا إلى أنَّ الكهرباء انقطعت عن أكثر من مليون شخص في المدينة الساحلية جنوب البلاد والمنطقة المحيطة بها.
بريطانيًّا، فرضت المملكة المتحدة يوم الجمعة، عقوبات تستهدف ثلاثين شخصًا حول العالم وصفتهم بأنهم "شخصيات فاسدة سياسيًّا وينتهكون حقوق الإنسان ويرتكبون جرائم عنف جنسي ذات صلة بالصراعات"، مثل ما يحدث في إيران وجنوب السودان وميانمار وروسيا ومالي.
عربيًّا، يواصل المنتخب المغربي تحقيق الإنجازات المبهرة وكتابة التاريخ، بعد أن فاز على نظيره البرتغالي 1- صفر، ليلة السبت على ملعب الثمامة في ربع نهائي كأس العالم 2022، ليبلغ دور الأربعة للمرة الأولى في سجله وفي تاريخ القارة الأفريقية والعالم العربي.
أما في ميزان النفط، فقد سجلت أسعار النفط أكبر خسائر أسبوعية منذ عدة شهور، وسط مخاوف متنامية من الركود المحتم، إثر القلق بشأن الإمدادات في أعقاب بيانات ضعيفة في الصين وأوروبا والولايات المتحدة. وكانت أسعار النفط قد حصلت على بعض الدعم وارتفعت أكثر من 1 بالمئة في وقت سابق من الجلسة، بعد أن قال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إنَّ بلاده، أكبر دولة مصدّرة للطاقة في العالم، قد تخفض الإنتاج ردًا على فرض سقف لسعر صادراتها من الخام.