لعبت الصدفة في حياة البشر دورًا فارقًا في بعض الأحيان، وربما كانت صدفة واحدة كفيلة بتغير مسار تاريخ البشرية بشكل كبير، إذ تسمح تلك الصدفة لعقل الإنسان أن يلتقط ويلاحظ أمرًا فارقًا في الحياة، على إثره تتبدل الأشياء فيما بعد، كما حدث مثلا مع تفاحة نيوتن، ويتكرر الأمر كثيرًا مع هؤلاء الذين يعملون على ملاحظة مجالات أعمالهم باستمرار، إذ تكشف لهم الصدف التي يصنعها البحث المستمر، الكثير من الأمور الهامة، كما حدث مع أحد المهتمين بتطوير البرمجيات للحواسيب، كليمينت لابرو، خبير البرمجيات والأمن السيبراني الفرنسي، والذي وقع بمحض الصدفة على ثغرة في نظام تشغيل ويندوز 7 التي لا يزال يستخدمه ملايين الأشخاص حول العالم الآن.
وصرح لابرو، أن تلك الثغرة يمكن من خلالها لقرصنة الحواسيب والإنترنت الولوج إلى أنظمة تشغيل الحاسب بسهولة، والتمكن من سرقة كافة البيانات عليه، وهو ما يمثل تهديدًا كبيرًا لكل الحواسيب التي تعمل بنظام ويندوز 7 عبر العالم كله. ويُشار إلى أن شركة مايكروسوفت قد علمت بأمر تلك الثغرة التي اكتشفها لابرو خلال عمله على تطوير طرق جديدة لتعزيز أمن الويندوز، إلا أنها لم تعلن حتى الآن إن كانت ستقوم بمعالجة تلك الثغرة أم لا.
يُذكرأن مايكروسوفت تحاول دفع المستخدمين إلى استخدام ويندوز 10، والتخلي عن النسخ القديمة من ويندوز 7، والذي أوقفت تحديثاته المجانية، ولا يمكن الوصول إلى تحديثات تلك النسخة إلا من خلال خدمة مدفوعة مسبقًا تسمى ESU، أو اللجوء إلى برامج تقليدية لحماية الحواسيب، بينما تطلق تحديثاتها باستمرار لدعم ويندوز 10، خاصة التي تتعلق بالحماية من الهجمات الإلكترونية بعد رصدها لملايين الهجمات عبر العالم.