يقولون بأن كلمة واحدة ربما تغير ميزان قوى بأكملها، إذ يمكن لبعض الكلمات أن تأخذ صاحبها إلى النجاح أو الفشل، وفي عالم تشتد فيه التنافسية تكون الكلمة التي تمثل القرارات المختلفة باهظة الثمن، وقد تكلف صاحبها خسارة فادحة غير متوقعة، وتُعد قرارات إدارة منصة "واتس آب" الأخيرة حول بيان الخصوصية المحدّث في التطبيق، تمثيلاً حقيقيًا لما يمكن لكلمة واحدة أن تحدثه من فارق بين المكسب والخسارة، إذ توالى حول العالم خروج الملايين من التطبيق خوفًا على اختراق خصوصية محادثاتهم الشخصية، وهو ما دفع إلى قفزة هائلة في أعداد المنضمين إلى منصات أخرى للتواصل الاجتماعي كان على رأسها منصة "تيليغرام".
كانت إدارة تطبيق التواصل والمراسلات "تيليغرام" قد أعلنت أنه وفي خلال أقل من 72 ساعة، قفز عدد المنضمين حول العالم لاستخدام المنصة بشكل غير متوقع، إذ بلغ عدد المستخدمين الجدد قرابة 25 مليون مستخدم جديد في سابقة فريدة، تزامنت مع غضب مستخدمي تطبيق "واتس آب" من مشاركة خصوصيتهم مع تطبيق الشركة المالكة "فيس بوك"، وذلك ما كشفه مؤسس "تيليغرام" بافيل دوروف رجل الأعمال الروسي الشهير.
يُذكر أن دوروف أشار في تدوينة له عبر تيليغرام، إلى هذه القفزة في أعداد المنضمين إلى التطبيق، مشيرًا إلى أن الجميع في العالم من مستخدمي منصات التواصل الاجتماعي، لم يعودوا كالسابق، إنما يفضلون خصوصيتهم الآن مقابل تقديم بعض الخدمات المجانية التي تقدمها بعض التطبيقات للتواصل الاجتماعي. وأضاف أن تلك النسبة الكبيرة لهؤلاء الجدد جاءت من آسيا ثُم أوربا، ثُم أمريكا اللاتينية، تبعها الشرق الأوسط وإفريقيا.