تصارع الحكومة الألمانية انتشار الموجة الثانية لتفشي وباء كورونا المستجد وسط مخاوف وقلق محتمل من أن يصير الوضع خارج عن السيطرة، وذلك في إطار ما أعلنته السلطات الألمانية بعد الارتفاع المستمر لعدد الإصابات والتي تجاوزت حد 4 آلاف إصابة في اليوم الواحد، بعد أن كانت ألمانيا لا تزال حتى الآن أقل تضررا بالوباء مقارنة مع الدول الأوروبية المجاورة.
كان ينس شبان وزير الصحة الألماني ولوتار فيلر رئيس معهد روبرت كوخ الألماني، قد أبديا قلقهما العميق بسبب احتمال زيادة أعداد المصابين خلال الأيام المقبلة، وهو ما سيدفع إلى خروج كورونا عن سيطرة الحكومة الألمانية، فقد صرح وزير الصحة الألماني ينس شبان خلال مؤتمر صحفي في برلين إن "عدد الإصابات يرتفع بشكل مثير للقلق". ودعا وزير الصحة الألماني إلى عدم "تبديد" النجاح الذي حققته ألمانيا حتى الآن في معركتها ضد الوباء.
وحذر لوتار فيلر مدير "روبرت كوخ" أن الأعداد في ألمانيا ربما تصل إلى 10 ألاف حالة يوميًا، وقال: "من الممكن أن ينتشر الفيروس بدون سيطرة عليه"، معربًا في الوقت نفسه عن أمله في أن تتمكن ألمانيا من تجنب هذه العتبة، وأكد أن " الإصابات تتزايد في كل المناطق وغالبيتها سجلت داخل المانيا" ولم يكن مصدرها السياح العائدين من العطل في الخارج خلافا للموجة الأولى من الإصابات في آذار/ مارس، وكانت أعداد الإصابات ارتفعت في ألمانيا لتصل في يوم الأربعاء الماضي إلى 310 ألاف، بزيادة 4058 حالة عن اليوم السابق.
ودعا ذلك التسارع في وتيرة الإصابات إلى إعلان الحكومة المزيد من إجراءات التشديد والقيد الاحترازية لأجل الحد من انتشار الفيرس، وخفضت أعداد المتجمعين من 25 إلى 5 أشخاص فقط، وحذرت تأجير الغرف أو الفنادق بشكل سياحي، وأشارت أنه الآن لا يمكن اعتبار منطقة بعينها بؤرة للتفشي، إذ باتت ألمانيا كلها تئن من تفشي الإصابات.