اضطر العالم كله إلى اتخاذ تدابير وقائية واحترازية لأجل الحد من تفشي وباء كوفيد 19 حول العالم، وكان من تلك التدابير فرض التباعد الاجتماعي والإغلاق التام أو الجزئي في معظم بلدان العالم، وهو ما بدأ يؤثر على الكثيرين في العالم اقتصاديًا واجتماعيًا، وكان آخر المتضررين من جراء الإغلاق والحجر المنزلي الإلزامي، هم المتزوجون، إذ بدأت نسب الطلاق ترتفع بشكل قياسي في العالم كله، خاصة في تلك البلدان التي شهدت أوقاتًا أطول للإغلاق في أوربا مثل بريطانيا، وكذلك في الولايات المتحدة الأمريكية.
وكانت الإجراءات التي فرضتها جائحة كورونا، وحسب الدراسات الاجتماعية المراقبة للوضع الاجتماعي، أكدت على أن كورونا كانت بمثابة "العاصفة المناسبة" تمامًا للقضاء على زواج كثيرين، وعلى الرغم من وجود أسباب كثيرة بين هؤلاء تدعو إلى الطلاق والانفصال، إلا أن ظروف العمل في السابق وقلة مقابلتهم لبعضهم البعض وقصر الفترات التي يقضونها معًا ربما نجحت بدفع الزواج إلى الاستمرار، وهو ما انهار تمامًا مع البقاء في البيت لفترات أطول خلال فرض الحجر المنزلي، مما جعل اتخاذ قرار الانفصال لا محالة منه، لترتفع نسب الطلاق حول العالم بمعدل غير مسبوق في السنوات السابقة.
وذكرت الدراسات أن الأزواج المنفصلين لم يكونوا مدركين للأعباء التي تتحملها الزوجة قبل الإغلاق، وهو ما أثار الكثير من المشاكل بين الزوجين خلال فترة التواجد معًا، كما لعب الارتفاع في الضغوط النفسية ومشكلات العمل بالنسبة للأزواج خلال فترة الوباء في ارتفاع تلك النسبة، وحذر خبراء العلاقات الزوجية أن الأزواج حتى الذين لم يتعرضوا لمشاكل خلال الوباء، ربما يكونون عرضة للانفصال نتيجة تغيير الروتين الراسخ لهم، والذي وفر قدرًا من الراحة والاستقرار في حياتهم قبل الوباء.