تلفزيون الآن

يتخوف العالم من الانتشار المتسارع للإصابة بفيروس كورونا المستجد، ويركز نظره على الموجة الثانية التي تضرب أوربا بشدة، وجعلت كثيرًا من دولها تُعيد الإغلاق وفرض الطواريء وتشديد القيود الاحترازية، وتكاد تختفي الأخبار عن تداعيات الفيروس في العمق الإفريقي، وكانت القارة الإفريقية سجلت أكثر من  1.5 مليون حالة إصابة مؤكدة بفيروس كورونا، بينما بلغت أعداد الوفيات ما يقرب من 37 ألف شخص جراء الإصابة.

وتأتي أفريقيا وبلدانها رُغم ذلك في عداد الأماكن الأقل انتشارًا مقارنة مع مناطق وبلدان أخرى حول العالم أصبحت بؤرًا واسعة لانتشار فيروس كورونا المستجد، فحالات الإصابة بالفيروس والوفاة جراء ذلك في أفريقيا أقل من معظم القارات الأخرى، ولكن على الرغم من ذلك، إلا إن قارة أفريقيا تحتاج 1.2 تريليون دولار على مدى السنوات الثلاث المقبلة، للتعافي من التكاليف الاقتصادية والصحية الناجمة عن انتشار فيروس كورونا، حسب تصريحات صندوق النقد الدولي، والذي قالت مديرته كريستالينا غورغييفا، إن العالم "يجب أن يقدم المزيد لدعم أفريقيا (للتعافي)... من هذه الأزمة".. وكانت غورغييفا أضافت؛ إن الوقع الاقتصادي للوباء يرد النمو الاقتصادي القوي في أفريقيا في السنوات الأخيرة على أعقابه، حيث اختفت وظائف (كانت قد توافرت مؤخرًا) وانخفضت مصادر دخل العائلات بنسبة 12%.

يُذكر أنه وفي الصدد نفسه، فقد حذر البنك الدولي من ارتفاع معدل الفقر الإفريقي، وإن 43 مليون إفريقي يواجهون خطر الوقوع في براثن فقر مدقع نتيجة الوباء، ما دفع بالعديد من الحكومات الإفريقية للمساعدة والتخفيف من تلك التداعيات، إلى تبني سياسات بلغت كلفتها 2.5% من الناتج المحلي، حسب تصريحات مديرة صندوق النقد، والتي أعلنت أن الصندوق قام بتقديم منح للبلدان الإفريقية بلغت 26 مليار دولار لمواجهة أزمة كورونا المستجد، وذلك إلى جانب مساعدات من القطاع الخاص إلى تلك الدول، إلا أنه لا يزال العجز قائمًا، وقالت مديرة الصندوق؛ "بعض الدول تواجه أعباء ديون كبيرة تجبرها على الاختيار بين دفع فوائد الديون أو الإنفاق الإضافي على القطاع الاجتماعي والصحي"، وهو ما جعلها تدعو مجموعة العشرين إلى منح المزيد من الوقت لوقف سداد الديون، وكذلك إتاحة الموارد المالية للإقراض.